سكارين . هذا معنى قوله وإن لم يحضرنا الآن حقيقةُ لفظه . وسألت أبا عليّ عن ردّ سيبويه مثال التحقير إلى مثال التكسير فأجاب بما أثبتنا آنفا . فاعرف ذلك إلى ما تقدّمه . باب في نقض الأوضاع إذا ضامّها طارئ عليها .
من ذلك لفظ الاستفهام إذا ضامّه معنى التعجّب استحال خبرا . وذلك قولك : مررت برجل أيّ رجل . فأنت الآن مخبِر بتناهي الرجل في الفضل ولست مستفهِما . وكذلك مررت برجل أيِّما رجل لأن ما زائدة . وإنما كان كذلك لأن أصل الاستفهام الخبر والتعجّب ضرب من الخبر . فكأن التعجّب لمّا طرأ على الاستفهام إنما أعاده إلى أصله : من الخبريّة .
ومِن ذلك لفظ الواجب إذا لحِقته همزة التقرير عاد نفيا وإذا لحقت لفظ النفي عاد إيجابا . وذلك كقول الله سبحانه : ( أأنت قلت للناس ) أي ما قلت لهم وقوله : ( الله آذن لكم ) أي لم يأذن لكم . وأما دخولها على النفي فكقوله - عزّ وجلّ - ( أَلَسْتُ بربكم ) أي أنا كذلك وقولِ جرير : .
( أَلستم خير من ركب المطايا ... ) .
أي أنتم كذلك . وإنما كان الإنكار كذلك لأن منكِر الشيء إنما غرضه أن يحيله إلى عكسه وضدّه فلذلك استحال به الإيجاب نفيا والنفي إيجابا