وذلك أن فَعُولة في هذا محمولة الحكم على فَعِيلة وأنت لا تقول في الإضافة إلى فعيلة إذا كانت مضعّفة أو معتلّة العين إلا بالتصحيح نحو قولهم في شديد شَدِيدي وفي طويلة طَوِيلى استثقالا لقولك شَدَدِىّ وطَوَلىّ فإذا كانت فَعُولة محمولة على فَعِيلة وفَعِيلة لا تقول فيها مع التضعيف واعتلال العين إلاّ بالإتمام فما كان محمولا عليها أولى بأن يصحّ ولا يعلّ ومن قال في شنوءة شنئىّ فأعلّ فإنه لا يقول في نحو جرادة وسعادة إلا بالإتمام جرادىّ وسعادىّ وذلك لبعد الألف عن الياء و لِمَا فيها من الخِفّة ولو جاز أن يقول في نحو جرادة جَرَدِىّ لم يجز ذلك في نحو حَمَامة وعَجَاجة حَمَمِىّ ولا عَجَجِىّ استكراها للتضعيف إلا أن يأنس بإظهار تضعيف فَعَلٍ ولا في نحو سَيَابة وحَوَالة سَيَبىّ ولا حَوَلىّ استكراها لحركة المعتلّ في هذا الموضع وعلّة ذلك ثابتة في التصريف فغَنِينا عن ذكرها الآن .
باب في تعارُض السماع والقياس .
إذا تعارضا نطقْتَ بالمسموع على ما جاء عليه ولم تَقِسْه في غيره وذلك نحو قول الله تعالى ( استَحْوَذ عليهِم الشيطانُ ) فهذا ليس بقياس لكنه لا بدّ من قبوله لأنك إنما تنطق بلغتهم وتحتذِى في جميع ذلك أمثلتهم ثم إنك من بعد لا تقيس عليه غيره ألا تراك لا تقول في استقام استقْوَم ولا في استباع استبْيع