باب ذكر الفرق بين العلَّة الموجِبة وبين العلَّة المجوِّزة .
أعلم أن أكثر العِلَل عندنا مبناها على الإيجاب بها كنصبِ الفَضْلة أو ما شابه في اللفظ الفضلة ورفع المبتدأ والخبر والفاعل وجرّ المضاف إليه وغير ذلك فعِلَلُ هذه الداعيةُ إليها موجِبة لها غير مقتَصَر بها على تجويزها وعلى هذا مَقادُ كلام العرب .
وضرب آخر يسمَّى علّة وإِنما هو في الحقيقةِ سبب يجوِّز ولا يوجِب .
من ذلك الأسباب الستَّة الداعية إلى الإمالة هي علّة الجواز لا علّة الوجوبِ ألا ترى أنه ليس في الدنيا أمر يوجِب الإمالة لا بدّ منها وأن كلّ مُمَالٍ لعلّةٍ من تلك الأسباب الستّةِ لك أن تترك إمالته مع وجودِها فيه فهذه إذاً علّة الجواز لا علة الوجوبِ . ومن ذلك أن يقال لك ما علّة قلب واو أقِّتت همزة فتقول عِلّة ذلك أن الواو انضمّت ضمّا لازما وأنت مع هذا تجيز ظهورها واوا غير