الحكمين اللذين جازا فيهِ فصار مجموع الأمرين في وجوبِ جوازهما كالمعنى المفرِد الذي استبدَّ بهِ ما أرَيتناه من تمسُّكِك بكلّ واحد من السواد والبياض والحركة والسكون .
فقد زالت عنك إِذاً شناعة هذا الظاهر وآلت بك الحال إلى صحَّةِ معنى ما قدّمته من كونِ الشئ علَّة للجوازِ لا للوجوبِ فاعرِف ذلك وقِسه فإنه باب واسع .
باب في تعارُضِ العِللِ .
الكلام في هذا المعنى من موضعين أحدهما الحكم الواحد تتجاذب كونه العلتان أو أكثر منهما والآخر الحكمان في الشيء الواحد المختلفان دعت إليهما علتان مختلفتان الأول منهما كرفع المبتدأ فإننا نحن نعتل لرفعه بالابتداء على ما قد بيناه وأوضحناه من شرحه وتلخيص معناه والكوفيون يرفعونه إما بالجزاء الثاني الذى هو مرافعة عندهم وإما بما يعود عليه من ذكره على حسب مواقعه وكذلك رفع الخبر ورفع الفاعل ورفع ما أقيم مقامه ورفع خبر إن وأخواتها وكذلك نصب ما انتصب وجر ما انجر وجزم ما انجزم مما يتجاذب الخلاف في علله فكل واحد من هذه الأشياء له حكم واحد تتنازعه العِلل على ما هو مشروح من حاله في أماكنهِ