ولم نصبت المستثنى فيكون من جوابه لأنه فضله ولو شئت أجبت مبتدئا بهذا فقلت إنما نصبتُ زيدا في قولك قام القوم إلا زيدا لأنه فضله والباب واحد والمسائل كثيرة فتأمل وقِسْ .
فقد ثبت بذلك أن هذا موضع تسَّمح فيِه أبو بكر أو لم ينعِم تأمّله .
ومن بعد فالعلّة الحقيقية عند أهل النظر لا تكون معلولة ألا ترى أن السواد الذي هو علّة لتسويدِ ما يحلّه إنما صار كذلك لنفسِه لالأن جاعلا جعله على هذه القضيّةِ وفي هذا بيان .
فقد ثبت إذّا أن قوله عِلّة العلّة إنما غرضه فيهِ انه تتميم وشرح لهذه العلّة المقدّمِة عليِه وإنما ذكرناه في جملة هذه الأبواب لأن أبا بكر C ذكره فأحببنا أن نذكر ما عندنا فيِه وبالله التوفيق .
باب في حكم المعلوِل بعلّتين .
وهو على ضربين أحدهما مالا نظر فيِه والآخرَ محتاج إلى النظر .
الأوّل منهما نحو قولك هذه عِشرِىَّ وهؤلاء مسلمىَّ فقياس هذا على قولك عِشروك ومسلمِوك أن يكون أصله عِشْرُوىَ ومُسْلُمِوىَ فقلبت الواو ياء لأمرين كلّ واحد منهما موجِب للقلب غير محتاج إلى صاحبه للاستعانة بهِ على قلبهِ أحدهما اجتماع الواو والياء وسَبْق الأولى منهما بالسكون والآخر ان ياء المتكلّم أبدا تكِسر الحرف الذي قبلها إذا كان صحيحاً نحو هذا غلامِي ورأيت صاحبي وقد ثبت فيما قبل أن نظير الكسرِ في الصحيح الياء في هذه الأسماء