واوا ولا بدّ من ذكر جميع ذلك و إلاَّ أخللت ألا ترى أنك قد تجمع في الكلمة الواحدة بين همزتين فتكونان عينين فلا تغيّر ذلك وذلك نحو ساّل وراّس وكبنائك من سألت نحو تُبَّع فتقول سُؤَّل فتصحاّن لأنهما عينان ألا ترى أن لو بنيت من قرأت مثل جُرْشُع لقلت قُرْءٍ وأصله قُرْؤُؤٌ فقُلبت الثانية ياء وإن كانت قبلها همزة مضمومة وكانتا في كلمة واحدة لمَّا كانت الثانية منهما طَرَفا لا حَشْوا وكذلك ايضا ذكرك كونَهما في كلمة واحدة ألا ترى ان من العرب من يحقَّق الهمزتين إذا كانتا من كلمتين نحو قول الله تعالى ( السفهاءُ أَلا ) فإذا كانتا في كلمة واحدة فكلّهم يقلب نحو جاءٍ وشاءٍ ونحو خطايا ورزايا في قول الكاّفة غير الخليل .
فأمّا ما يحكى عن بعضهم من تحقيقهما في الكلمة الواحدةِ نحو ائمِة وخطائيء مثل خطا عع وجائىء فشاذّ لايجوز ان يُعقَد عليه باب ولو اقتصرت في تعليل التغيير في أؤاسيك ونحوه على ان تقول اجتمعت الهمزتانِ في كلمةٍ واحدة فقلبت الثانية واوا لوجب عليك ان تقلِب الهمزةَ الثانية في نحو سأآلٍ ورأآسٍ واوا وان تقلِب همزة أَأُدَم وأَأْمَن واوا وأن تقلِب الهمزة الثانية في خطأئىء واوا ونحو ذلك كثير لا يحصى وإنما أذكر من كلّ نَبْدًا لئلا يطول الكتاب جِدّاً