من الزيادة كما لم يخلوا منها الأصلين اللذين قبلها حَشَوْا بالزيادة تقديما لها كراهية أن يُنتَهى إلى آخِر الكلمة على طولها ثم يتجشّموا حينئذٍ زيادة هناك فيثقلَ أمرُها ويتشَنَّع عليهم تحملها .
فقد رأيت بما أوردناه غلبةَ المعنى للفظ وكونَ اللفظ خادما له مُشيدا بِه وأنه إنما جىء بِه له ومن أجلهِ وأمّا غير هذه الطريق من الحمل على المعنى وترك اللفظ كَتذكير المؤنّث وتأنيث المذكَّر وإضمار الفاعل لدلالة المعنى عليه وإضمار المصدر لدلالة الفعل عليه وحذف الحروف والأجزاء التوامّ والجُمَل وغير ذلك حملا عليِه وتصوّرا له وغير ذلك مما يطول ذكره ويُمِلّ أيسرُه فأمر مستقِرّ ومذهب غير مستنكَر .
باب في أن العرب قد أرادت من الِعلَل والأغراض ما نسبناه إليها وحملناه عليها .
اٌعلم أن هذا موضع في تثبيته وتمكينه منفعة ظاهرة وللنفس به مُسْكة وعِصْمة لأن فيه تصحيح ما ندّعيه على العرب من أنّها أرادت كذا لكذا وفعلت كذا لكذا وهو أحزم لها وأجمل بها وأدلّ على الحكمة المنسوبة إليها من ان تكون تكّلفت ما تكلّفته من استمرارها على وَتِيرٍة واحدة وتقرِّيها منهجا واحدا تراعيه