باب في عكس التقدير .
هذا موضع من العربيَّة غريب وذلك أن تعتقد في أمر من الأمور حكما مّا وقتامّا ثم تحورَ في ذلك الشىء عينِه في وقت آخر فتعتِقدَ فيِه حكما آخر .
من ذلك الحكاية عن أبي عُبَيدة وهو قوله ما رأيت أطرف من أمر النحويين يقولون إن علامة التانيث لا تدخل على علامة التأنيث وهم يقولون عَلْقاة وقد قال العجّاج .
( فَكَرَّ في عَلْقَي وفي مُكُورِ ... ) .
يريد أبو عُبَيدة أنه قال في عَلْقَي فلم يصرف للتأنيث ثم قالوا مع هذا عَلْقَاة أي فألحقوا تاء التأنيث ألِفَه قال أبو عثمان كان أبو عبيدة أجفى من ان يعرف هذا وذلك أن من قال عَلْقاة فالألف عنده للإلحاق بباب جعفر كألِف أرْطًى فإذا نزع الهاء احال اعتقاده الأول عمّا كان عليه وجعل الألف للتانيث فيما بعد فيجعلها للإلحاق مع تاء التأنيث وللتأنيث إِذا فقَد التاء ولهذا نظائر هي قولهم بُهْمَي وبُهْمَاة وشُكَاعَي وشُكَاعاَة وباقلَّي وباقلاَّة ونُقَاوَي ونُقَاواة