وهي المنخِفض من الأرض قال وكذلك هِيتٌ لهذا البلد لأنه منخفِض من الأرض فأصله هَوْتَيت ثم أبدلت الواو التي هي عين فعليت وإن كانت ساكنة كما أبدلت في ياجَل وياحَلُ فصار هاتيت وهذا لطيف حسن على أن صاحب العين قد قال إن الهاء فيهِ بدل من همزة كهرَقَت ونحوه والذي يجمع بين هاتيت وبين الهوتة حتى دعا ذلك أبا علىّ إلى ما قال به أن الأرض المنخِفضة تجذِب إلى نفسها بإنخفاضها وكذلك قولك هاتِ إنما هو استدعاء منك للشىء واجتذابُه إليك وكذلك صاحب العين إنما حمله على اعتقاد بدل الهاءِ من الهمزة أنه اخذه من أتيت الشىء والإتيان ضرب من الانجذاب إلى الشىء والذي ذهب إليه ابو عليّ في هاتيت غريب لطيف .
ومما يستحيل فيه التقدير لانتقاله من صورة إلى أخرى قولهم هلممت إذا قلت هَلُمَّ فهلممت الآن كصعررت وشمللت وأصله قبلُ غيرُ هذا إنما هو أوّل ها للتنبيه لِحقت مثال الأمر للمواجَه توكيدا وأصلها معاُلمَّ فكثر أستعمالها وخُلِطت ها بلُمّ توكيدا للمعنى لشدّة الاتصال فحذفت الألف لذلك ولأن لام لُمّ في الأصل ساكنة ألا ترى أن تقديرها أوّلُ الُمْم وكذلك يقولها أهل الحجاز ثم زال هذا كلُّه بقولهم هلممت فصارت كأنها فعللت من لفظ الهِلمام وتنوسيت حالُ التركيب وكأنّ الذي صرفهما جميعا عن ظاهر حاله حتى دعا أبا عليّ إلى أن جعله من الهوتِة وغيرَه من لفظ أتيت عدُم تركيبِ ظاهره