وكذلك قولهم طَلُقت فهي طالِق فليس عاقِر من عُقرتْ بمنزلة حامِض من حَمُض ولا خاثرٍ من خثُر ولا طاهِر من طهُر ولا شاعِرٍ من شعُر لأن كل واحد من هذه هو اسم الفاعل وهو جارٍ على فَعَل فاستغنِى بِه عما يجرى على فَعُل وهو فعِيل على ما قدّمناه .
وسألت أبا على رحمه اللّه فقلت قولهم حائِض بالهمزة يَحكم بأنه جارٍ على حاضت لاعتلال عينِ فعلت فقال هذا لا يدلّ وذلك ان صورة فاعِلٍ مما عينه معتلّة لا يجىء إلا مهموزا جرى على الفعل أو لم يَجْرِ لأن بابه أن يَجري عليِه فحملوا ما ليس جارِيا عليِه على حكم الجاري عليِه لغلبته إيّاه فيِه وقد ذكرت هذا فيما مضى .
فاعِرف ما رسمُت لك واحمِل ما يجىء منه عليه فإنه كثير وهذا طريق قياسِه .
باب فيما يرد عن العربيّ مخالِفا لِمَا عليه الجمهور .
إذا اتَّفق شىء من ذلك نُظِر في حال ذلك العربيّ وفيما جاء بِه فإن كان الإنسان فصيحا في جميع ما عدا ذلك القدرَ الذي انفرد بِه وكان ما اورده ممّا يقبله القياس إلا أنه لم يَرِد بِه استعمال إلا من جهة ذلك الإنسان فإن الأولى في ذلك أن يُحْسَن الظنّ بِه ولا يُحمَل على فساده فإن قيل فمن أين ذلك له وليس مسوَّغا أن يرتجل لغة لنفسه