وأما كسكسة هوازن فقولهم أيضا : أعطيتِكسْ ومِنِكسْ وعنِكس . وهذا في الوقف دون الوصل .
فإذا كان الأمر في اللغة المعوّل عليها هكذا وعلى هذا فيجب أن يقِل استعمالها وأن يتخيَّر ما هو أقوى وأشيع منها إلا أن إنسانا لو استعملها لم يكن مخطئا لكلام العرب لكنه كان يكون مخطئا لأجود اللغتين . فأماَّ إن احتاج إلى ذلك في شِعرٍ أو سجع فإنه مقبول منه غير مَنِعىّ عليه . وكذلك إن قال : يقول على قياس مَن لغته كذا كذا ويقول على مذهب من قال كذا وكذا .
وكيف تصرفِت الحال فالناطق على قياس لغةٍ من لغات العرب مصِيب غير مخطئ وإن كان غير ما جاء بهِ خيرا منه باب في العربىّ الفصيح ينتقل لسانه .
اعلم أن المعمول عليه في نحو هذا أن تنظر حال ما انتقَل إليه لسانه . فإن كان إنما انتقل من لغته إلى لغةٍ أخرى مثلها فصيحةٍ وجب أن يؤخذ بلغته التي انتقل اليها كما يؤخذ بها قبل انتقال لسانه إليها حتى كأنه إنما حضر عائب من أهل اللغة التي صار إليها أو نطق ساكت من أهلها .
فإن كانت اللغة التي انتقل لسانه إليها فاسدة لم يؤخذ بها ويؤخذ بالأولى حتى كأنه لم يَزل من أهلها وهذا واضح