قبل هذا ينبغي أن تعتبر الكلمتان في التقديم والتأخير نحو اضمحلَّ وامضحلَّ وطأمن واطمأنْ . والأمر واسع . وفيما أوردناه من مقاييسه كافٍ بإذن الله .
ونحن نعتقد إن أصبنا فُسحة أن نشرح كتاب يعقوبَ بن السِكِّيت في القلب والإبدال فإن معرفة هذه الحال فيه ( أمثل من معرفة عشرة أمثال لغته وذلك أن مسألة واحدة من القياس ) أنبل وأنبه من كتاب لغة عند عيون الناس . قال لي أبو علي C ( بحلب ) سنة ستِّ وأربعين : أخطِئ في خمسين مسألة في اللغة ولا أخطِئ في واحدة من القياس . ومن الله المعونة وعليه الاعتماد باب في قلب لفظ إلى لفظ بالصنعة والتلطُّف لا بالإقدام والتعجرف .
أما ما طريقه الإقدام من غير صنعة فنحو ما قدّمناه آنفا من قولهم : ما أطيبه وأيطبه وأشياءَ في قول الخليل و ( قِسِىّ ) وقوله ( أخو اليومِ اليمى ) . فهذا ونحوه طريقه طريق الاتساع في اللغة من غير تأتّ ولا صنعة . ومثله موقوف على السماع وليس لنا الإقدام عليه من طريق القياس .
فأمّا ما يُتأتَّى له ويُتطرّق إليه بالملاينة والإكثاب من غير كَدّ ولا اغتصاب فهو ما ( عليه عَقْد هذا الباب ) . وذلك كأن يقول لك قائل : كيف تُحِيل لفظ