ومخشوبا بلا صنعة ألا ترى إلى كثرة مسائل الفقه والفرائض والحساب والهندسة وغير ذلك من المركَّبات المستصعَبات ( وذلك ) إنما يَمُرُّ في الفَرْط منها الجزء النادر الفرد وإنما الانتفاع بها من قِبل ما تقنِيِه النفس من الارتياض بمعاناتها باب في اتّفاق اللفظين واختلاف المعنيين في الحروف والحركات والسكون .
غرضُنا من هذا الباب ليس ما جاء به الناس في كتبهم نحو وجدت في الحزن ووجدت الضالَّة ووجدت في الغضب ووجدت أي علمت كقولك : وجدت الله غالبا ولا كما جاء عنهم من نحو ( الصَدَى ) : الطائر يخرج من رأس المقتول إذا لم يُدرَك بثأره و ( الصدى ) : العطش و ( الصدى ) : ما يعارض الصوت في الأوعية الخالية و ( الصدى ) من قولهم : فلان صَدى مالٍ أي حَسَن الرِعْية له والقيامِ عليه . ولا ( هل ) بمعنى الاستفهام وبمعنى قَدْ و ( أَمْ ) للاستفهام وبمعنى بَلْ ونحو ذلك فإن هذا الضرب من الكلام - وإن كان أحدَ الأقسام الثلاثة عندنا التي أوّلِها اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين ( ويليه ) اختلاف اللفظين واتفاق المعنيين - كثير في كتب العلماء وقد تناهبَتْه أقوالُهم وأحاطت بحقيقته أغراضُهم . وإنما غرضنا هنا ما وراءه من القول على هذا النحو في الحروف والحركات والسكون المَصُوغة في أنفُس الكلِمِ