والبُخْل والبَخَل . وقد عاقبتها أيضا في التكسير على أفعال نحو بُردٍْ وأبراد وجُنْد وأجناد فهذا كَقَلم وأقلام وقَدَم وأقدام . فلمَّا كان ( فُعْل ) من حيث ذكرنا كفَعَل صارت المُلأة والضؤدة كأنها فَعَلة وفَعَلة قد كسِّرت على أَفعُل على ما قدّمنا في أكَمة وآكمُ وأمَةٍ وآمٍ . فكما رفعت التاء في ( فَعَلة ) حكم الحركة في العين ورفعت حركة العين حكم التاء فصار الأمر لذلك إلى حكم ( فَعْلٍ ) حتى قالوا : أكَمة وآكُم ككلب وأكلب وكعب وأكعب فكذلك جرت ( فُعْلة ) مجرى ( فُعْل ) حتى عاقبته في الضؤدة والمُلأةِ والأَرْض فصارت الأَرْض كأنه أُرْضة أو صار المُلأة والضؤدة كأنهما مَلْء وضَأْد . أفلا ترى إلى الضَّمة كيف رفعت حكم التاء كما رفعت التاء حكم الضَّمة وصار الأمر إلى ( فَعْل ) باب في تلاقِي المعاني على اختلاف الأُصول والمبانِي .
هذا فصل من العربيَّة حَسَن كثير المنفعة قويّ الدلالة على شرف هذه اللغة . وذلك أن تجد للمعنى الواحد أسماء كثيرة فتبحث عن أصل كلّ اسم منها فتجده مُفضىَ المعنى إلى معنى صاحبه .
وذلك كقولهم : ( خُلُق الإنسان ) فهو ( فُعُل ) من خَلَّقتْ الشيء أي مَّلسته ومنه صخرة خَلْقاء للملساء . ومعناه أن خُلُق الإنسان هو ما قُدِّر له ورُتِّب عليه