فهذا بزنته محققّا في قولك : أأن زّم أجمال . فأمّا رَوْم الحركة فهي وإن كانت من هذا فإنما هي كالإهابةِ بالساكن نحو الحركة وهو لذلك ضرب من المضارعة . وأخفى منها الإشمام لأنه للعينِ لا للأُذُن . وقد دعاهم إيثار قرب الصوت إلى أن أَخَلُّوا بالإعراب فقال بعضهم : .
( وقال اضِربِ الساقينِ إِمِّكَ هابِل ... ) .
وهذا نحو من الحمدُ لله والحمدِ لله .
وجميع ما هذه حاله مما قُرِّب فيه الصوت من الصوت جارٍ مجرى الإدغام بما ذكرناه من التقريب . وإنما احتطنا له بهذه السِمَة التي هي الإدّغام الصغير لأن في هذا إيذانا بأن التقريب شامل للموضعين وأنه هو المراد المبغِىّ في كلتا الجهتين فاعرِف ذلك باب في تصاقُب الألفاظ لتصاقُب المعاني .
هذا غَوْر من العربية لا يُنتصَف منه ولا يكاد يُحاط به . وأكثر كلام العرب عليه وإن كان غُفْلا مسهوّا عنه . وهو على أضرب : .
منها اقتراب الأصلين الثلاثيين كضيّاطٍ وضَيْطار ولُوقةٍ وأَلوْفةٍ ورِخْو ورِخْوَدٍّ وَيَنْجُوج وأَلَنْجوُج . وقد مضى ذكر ذلك