هذا باب القول على الفصل بين الكلام والقول .
ولنقدّم أمام القول على فرق بينِهما طرفاً من ذكر أحوال تصاريفهما واشتقاقهما مع تقلب حروفهما فإن هذا موضع يتجاوز قدر الإشتقاق ويعلوه إلى ما فوقه وستراه فتجده طريقاً غريباً ومسلكاً من هذه اللغة الشريفة عجيباً .
فأقول إنّ معنى قول أين وجدت وكيف وقعت من تقدّم بعض حروفها على بعض وتأخّره عنه إنما هو للخفوف والحركة وجهات تراكيبها الست مستعملة كلها لم يهمل شئ منها وهي ق و ل ق ل و و ق ل و ل ق ل ق و ل و ق .
الأصل الأوّل ق و ل وهو القول وذلك أن الفم واللسان يخِفّان له ويقلقان ويمذَلان به وهو بضد السكوت الذي هو داعية إلى السكون ألا ترى أن الإبتداء لما كان أخْذاً في القول لم يكن الحرف المبدوء به إلاّ متحركاً ولمّا كان الإنتهاء أخْذاً في السكوت لم يكن الحرف الموقوف عليه إلا ساكناً .
الأصل الثاني ق ل و منه القِلْو حمار الوحشِ وذلك لخفّته وإسراعه قال العجّاج .
( تواضِخ التقريب قِلوا مِغْلجا ... )