وجاء هذا في ناصب الفعل . أخبرنا محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى بقول الشاعر : .
( لَمَّا رأيتُ أبا يزيد مقاتِلاً ... أدَعَ القتال . . . ) .
أي لن أدع القتال ما رأيت أبا يزيد مقاتلا كما أراد في الأول : كأن لم تؤهل سوى أهل من الوحش . وكأنه شبه لن بأن فكما جاز الفصل بين أن واسمها بالظرف في نحو قولك : بلغني أن في الدار زيدا كذلك شبه ( لن ) مع الضرورة بها ففصل بينها وبين منصوبها بالظرف الذي هو ( ما رأيت أبا يزيد ) أي مُدة رؤيتى .
فصل في الحمل على المعنى .
اعلم أن هذا الشرج غور من العربية بعيد ومذهب نازح فسيح . قد ورد به القرآن وفصيح الكلام منثورا ومنظوما كتأنيث المذكر وتذكير المؤنث وتصور معنى الواحد في الجماعة والجماعة في الواحد وفي حمل الثاني على لفظ قد يكون عليه الأول أصلا كان ذلك اللفظ أو فرعا وغير ذلك مما تراه بإذن الله .
فمن تذكير المؤنت قوله : .
( فلا مُزْنَةٌ ودَقتْ وَدْقَها ... ولا أرضَ أبقلَ إبقالها )