كذلك إلا أنك لم تقلب واحدا من الحرفين إلا بعد أن أسكنته استثقالا لحركته فصار إلى قوم وبيع ثم انقلبا لتحركهما في الأصل وانفتاح ما قبلهما الآن . ففارقا بذلك باب ثوب وشيخ لأن هذين ساكنا العينين ولم يسكنا عن حركة . ولو رمت قلب الواو والياء من نحو قوم وبيع وهما متحركتان لاحتمتا بحركتيهما فعزتا فلم تنقلبا . فهذا واضح .
ومن ذلك ستّ أصلها سدس فلما كثرت في الكلام أبدلوا السين تاء كقولهم : النات في الناس ونحوه فصارت سدت . ( فلما تقارب الحرفان في مخرجيهما أبدلت الدال تاء وأدغمت في التاء فصارت ست ) . ولو بدأت هذا الإبدال عاريا من تلك الصنعة لكان استطالة على الحرفين وهتكا للحرمتين .
فاعرف بهذا النحو هذه الطريق ولا تُقدمن على أمر من التغيير إلا لعذر فيه وتأت له ما استطعت . فإن لم تجن على الأقوى كانت جنايتك على الأضعف لتتطرق به إلى إعلال الأقوى أعذر وأولى . فأبه له وقس عليه