وذهب قوم إلى الثاني وعلَّته أن حركة البناء لازمة وحركة الإعراب منتقلة واللازم أصلٌ للمتزلزل إذْ كان أقوى منه وهذا ضعيف لأن نقل حركات الإعراب كان لمعنى ولزوم حركة البناء لغيره معنى .
وذهب قوم إلى الثالث لأنَّ العرب تكلًّمت بالإعراب والبناء في أول وضع الكلام وكلّ واحد منهما له علَّة غير علَّة الآخر فلا معنى لبناء أحدهما على الآخر .
فصل .
وإنَّما كان موضع حركة الإعراب آخر الكلمة لثلاثة أوجه أحدها أنَّ الإعراب جيء به لمعنى طارئ على الكلمة بعد تمام معناها وهو الفاعلية والمفعوليَّة فكان موضع الدالّ عليه بعد استيفاء الصيغة الداَّلة على المعنى اللازم لها وليس كذلك لام التعريف وألف التكسير وياء التصغير لأنَّ التعريف والتكسير والتصغير كالأوصاف اللازمة للكلمة بخلاف مدلول الإعراب