@ 47 @ والزبير وسعد بن أبي وقاص يستأذنون قال نعم فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا ثم جلس يرفأ يسيرا ثم قال هل لك في علي وعباس قال نعم فأذن لهما فدخلا فسلما وجلسا فقال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من بني النضير فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر .
فقال عمر يا تيد كم أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول الله نفسه .
قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال أنشدكما بالله تعلمان أن رسول الله قد قال ذلك ؟ قالا نعم قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله قد خص رسوله في هذا الفيء بشيء لم يعطه غيره قال ( ! < وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء > ! ) .
فكانت هذه خالصة لرسول الله والله ما اختارها دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله .
فهذا حديث مالك بن أوس قال فيه إن بني النضير كانت لرسول الله ينفق منها على أهله نفقة سنتهم .
وفي حديث عائشة في الصحيح ترك رسول الله خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر وقال هما صدقة رسول الله كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرها إلى من ولي الأمر بعده .
فقد ثبت أن خيبر وفدك وبني النضير كانت لقوت رسول الله لنفسه وعياله