@ 431 @ ثم خرج عليهم رسول الله فقال إن الله ليلين قلوب قوم حتى تكون ألين من اللين ويشد قلوب قوم حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم إذ قال ( ! < فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم > ! ) ومثل عيسى حين قال ( ! < إن تعذبهم فإنهم عبادك > ! ) الآية ومثلك يا عمر مثل نوح إذ قال ( ! < رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا > ! ) ومثل موسى إذ قال ( ! < ربنا اطمس على أموالهم > ! ) الآية ثم قال رسول الله أنتم اليوم عالة فلا يفلتن رجل منهم إلا بفداء أو ضربة عنق .
فقال عبد الله يا رسول الله إلا سهيل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الإسلام فسكت النبي فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع علي الحجارة من السماء مني في ذلك اليوم حتى قال رسول الله إلا سهيل بن بيضاء .
رواه الترمذي مختصرا عن أقوال أبي بكر وعمر وابن رواحة ورواه مسلم عن عمر ابن الخطاب قال رسول الله لما أسروا الأسرى لأبي بكر وعمر ما ترون قال أبو بكر يا نبي الله هم بنوا العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام .
فقال رسول الله ما ترى يابن الخطاب قلت لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكنني من فلان نسيب لعمر فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها .
فهوي رسول الله ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت .
فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله وأبو بكر قاعدين يبكيان قلت يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإلا تباكيت فقال رسول الله أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة شجرة قريبة من رسول الله