@ 57 @ أعراض وزعموا أن الزيادة أو النقص لا يتصور في الأعراض وإنما يتأتى في الأجسام .
وأما من قال إنه الأعمال فتصور فيها الزيادة والنقصان .
وقد سئل مالك هل يزيد الإيمان وينقص فقال يزيد ولم يقل ينقص .
وأطلق غيره الزيادة والنقص عليه .
وتحقيق القول في ذلك أن العلم يزيد وينقص وكذلك القول وكذلك العمل والكل بأج واحد وحقيقة واحدة لا يختلف في ذلك ولا يخرج واحد منها عنه وإن كانت كلها أعراضا كما بينا وذلك لأن الشيء لا يزيد بذاته ولا ينقص بها وإنما له وجود أول فلذلك الوجود أصل ثم إذا انضاف إليه وجود مثله وأمثاله كان ذلك زيادة فيه وإن عدمت تلك الزيادة فهو النقص وإن عدم الوجود الأول الذي يتركب عليه المثل لم يكن زيادة ولا نقصان وقدر ذلك في العلم أو في الحركة فإن الله سبحانه إذا خلق علما فردا وخلق معه مثله أو أمثاله بمعلومات مقدرة فقد زاد علمه فإن أعدم الله الأمثال فقد نقص أي زالت الزيادة وكذلك لو خلق حركة وخلق معها مثلها أو أمثالها فإذا خلق الله للعبد العلم به من وجه وخلق له التصديق به بالقول النفسي أو الظاهر وخلق له الهدى للعمل به وليس العمل ثم خلق له مثل ذلك وأمثاله فقد زاد إيمانه .
وبهذا المعنى على أحد الأقوال فضل الأنبياء على الخلق فإنهم علموه تعالى من وجوه أكثر من الوجوه التي علمه الخلق بها فمن عذيري ممن يقول إن الأعمال تزيد وتنقص ولا تزيد المعرفة ولا تنقص لأنها عرض ولا يعلم أن الأعمال أعراض