@ 547 @ تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم عاود ثانية فقال له النبي أما ترضى أن تكون مثل نبي الله فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تصير معي الجبال ذهبا وفضة لصارت .
فقال والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله فرزقني لأعطين كل ذي حق حقه فدعا له النبي فاتخذ غنما فنمت كما ينمى الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلوات إلا الجمعة وهي تنمى حتى ترك الجمعة وطفق يلقى الركبان يوم الجمعة ويسألهم عن الأخبار فسأل النبي عنه فأخبر بكثرة غنمه وبما صار إليه فقال النبي يا ويح ثعلبة ثلاث مرات فنزلت ( ! < خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها > ! ) ونزلت فرائض الصدقة فبعث النبي رجلين على الصدقة رجل من جهينة وآخر من بني سليم وأمرهما أن يمرا بثعلبة وبرجل آخر من بني سليم يأخذان منهما صدقاتهما فخرجا حتى أتيا ثعلبة فقال ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية ما أدري ما هذا انطلقا حتى تفرغا وعودا .
وسمع بها السلمي فعمد إلى خيار إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهما بها فلما رأوها قالوا ما يجب عليك هذا وما نريد أن نأخذ منك هذا قال بل خذوه فإن نفسي بذلك طيبة فأخذوها منه فلما فرغا من صدقاتهما رجعا حتى مرا بثعلبة فقال أروني كتابكما وكان النبي كتب لهما كتابا في حدود الصدقة وما يأخذان من الناس فأعطياه الكتاب فنظر إليه فقال ما هذه إلا أخت الجزية فانطلقا عني حتى أرى رأيي .
فأتيا النبي لما رآهما قال يا ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما ودعا للسلمي بالبركة فأخبراه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي فأنزل الله ( ! < ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله > ! ) الآية وعند رسول الله رجل من أقارب ثعلبة فخرج حتى أتاه فقال ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا فخرج حتى أتى النبي فسأل أن يقبل صدقته منه فقال إن الله منعني أن