@ 554 @ في جنبه ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف فقلت يا رسول الله أطلقت نساءك ما يشق عليك من أمر النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وأنا وأبا بكر والمؤمنين .
قال وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية آية التخيير ( ! < عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات > ! ) التحريم 5 .
فرفع رسول الله رأسه إلي فقال لا فقلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش نغلب النساء فقدمنا المدينة فوجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوماً فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني قالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله فإذا هي قد هلكت .
فتبسم رسول الله فقلت يا رسول الله قد دخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله منك فتبسم أخرى وإني لما قصصت على رسول الله حديث أم سلمة تبسم ولم أزل أحدثه حتى انحسر الغضب عن وجهه وكشر وكان من أحسن الناس ثغراً .
فقلت أستأنس يا رسول الله عليك قال نعم فجلست فرفعت بصري في البيت فوالله ما رايت فيه شيئاً يرد البصر إلا أهباً ثلاثة وإلا قبضة من شعير نحو الصاع وقرظ مصبور في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق فابتدرت عيناي فقال ما يبكيك يا ابن الخطاب فقلت وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزائنك لا أرى فيها شيئاً إلا ما أرى وذلك كسرى وقيصر في الأنهار والثمار وأنت رسول الله وصفوته وقلت ادع الله أن يوسع لأمتك فقد وسع الله على فارس والروم وهم لا يعبدون الله