@ 578 @ .
وقد قال الله له ( ! < ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه > ! ) طه 131 والسناء أفتن الزهرات وأنشر الرياحين فيخالف هذا في المطلقات فكيف في المنكوحات المحبوسات .
وإنما كان الحديث أنها لما استقرت عند زيد جاءه جبريل إن زينب زوجك ولم يكن بأسرع أن جاءه زيد يتبرأ منها فقال له اتق الله وأمسك عليك زوجك فأبى زيد إلا الفراق وطلقها وانقضت عدتها وخطبها رسول الله على يدي مولاه زوجها وأنزل الله القرآن المذكور فيه خبرهما هذه الآيات التي تلوناها وفسرناها فقال واذكر يا محمد إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله في فراقها وتخفي في نفسك ما الله مبديه يعني من نكاحك لها وهو الذي أبداه لا سواه .
وقد علم النبي أن الله تعالى إذ أوحى إليه أنها زوجته لا بد من وجود هذا الخبر وظهوره لأن الذي يخبر الله عنه أنه كائن لا بد أن يكون لوجوب صدقه في خبره هذا يدلك على براءته من كل ما ذكره متسور من المفسرين مقصور على علوم الدين .
فإن قيل فلأي معنى قال له النبي أمسك عليك زوجك وقد أخبره الله أنها زوجته لا زوج زيد .
قلنا هذا لا يلزم ولكن لطيب نفوسكم نفسر ما خطر من الإشكال فيه إنه أراد أن يختبر منه ما لم يعلمه الله به من رغبته فيها أو رغبته عنها فأبدى له زيد من النفرة عنها والكراهية فيها ما لم يكن علمه منه في أمرها .
فإن قيل فكيف يأمره بالتمسك بها وقد علم أن الفراق لا بد منه وهذا تناقض .
قلنا بل هو صحيح للمقاصد الصحيحة لإقامة الحجة ومعرفة العاقبة ألا ترى أن الله يأمر العبد بالإيمان وقد علم أنه لا يؤمن فليس في مخالفة متعلق الأمر لمتعلق العلم ما يمنع من الأمر به عقلاً وحكماً وهذا من نفيس العلم فتيقنوه وتقبلوه