@ 179 @ بكر فليصلِّ بالناس فقيل له إن أبا بكر رجلٌ أسيف إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس الحديث .
فقدّم المقدم وراعى الأفضل .
وفي حديث أبي مسعود الأنصاري من رواية الترمذي وغيره يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سناًّ ولا يؤم الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه .
وفي الصحيح أن النبي قال لمالك بن الحويرث وأخيه فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما ففهم منه البخاري وغيره من العلماء أنه أراد كبر المنزلة .
كما قال الولاء للكبر ولم يعن كبر السن وإنما أراد كبر المنزلة .
وقد قال مالك وغيره وإن للسن حقا وراعاه الشافعي وأبو حنيفة وهو أحق بالمراعاة لأنه إذا اجتمع العلم والسن في خيرين قدم العلم وأما أحكام الدنيا فهي مرتَّبة على أحكاما الدين فمن قدِّم في الدين قدِّم في الدنيا .
وفي الآثار ليس منَّا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعترف لعالمنا .
وفي الحديث الثابت في الأفراد ما أكرم شابٌّ شيخا لسنّه إلا قيّض الله له عند سنه من يكرمه .
وأنشدني أبو عبد الله محمد بن قاسم العثماني الشهيد نزيل القدس لابن عبد الصمد السرقطي .
( يا عائباً للشيوخ من أشرٍ % داخله للصبا ومن بذخ ) .
( اذكر إذا شئت أن تعيبهم % جدَّك واذكر أباك يا بن أخي )