@ 196 @ .
وقال في رواية أشهب مُدّان بمد النبي قيل له ألم تكن قلت مد هشام قال بلى ومدان بم النبي أحبُّ إليّ وكذلك قال عنه ابن القاسم أيضاً ومد هشام هو مدان غير ثلث بمد النبي .
قال أشهب قلت له أيختلف الشبع عندنا وعندكم قال نعم الشبع عندنا مد بمد النبي والشبع عندكم أكثر لأن النبي دعا لنا بالبركة دونكم وأنتم تأكلون أكثر مما نأكل نحن وهذا بيِّن جداً .
قال ابن العربي وقع الكلام ها هنا كما ترون في مد هشام وددت أن يهشم الزمان ذكره ويمحو من الكتب رسمه فإنَّ المدينة التي نزل الوحي بها واستقرَّ بها الرسول ووقع عندهم الظهار وقيل لهم فيه فإطعام ستين مسكيناً فهموه وعرفوا المراد به وأنه الشبع وقدره معروف عندهم متقدر لديهم فقد كانوا يجوعون لحاجة ويشبعون بسنة لا بشهوةٍ ومجاعة وقد ورد ذكر الشبع في الأخبار كثيرا وقد تكلمنا على هذه في الأنوار واستمرت الحال على ذلك أيام الخلفاء الراشدين المهديين حتى نفخ الشيطان في أذن هشام فرأى مدَّ النبي لا يشبعه ولا مثله من حاشيه ونظرائه فسوّل له أن يتخذ مداًّ يكون فيه شبعه فجعله رطلين وحمل الناس عليه فإذا ابتلّ عاد نحو ثلاثة أرطال فغيّر السنة وأذهب محل البركة قال النبي حين دعا ربَّه لأهل المدينة بالبركة لهم في مدهم وصاعهم مثل ما بارك لإبراهيم بمكة فكانت البركة تجري بدعوة النبي في مدّه فسعى الشيطان في تغيير هذه السنة وإذهاب البركة فلم يستجب له في ذلك إلا هشام فكان من حق العلماء أن يلغوا ذكره ويمحوا رسمه إذا لم يغيروا أمره وأما أن يحيلوا على ذكره في الأحكام ويجعلوه تفسيراً لما ذكره الله ورسوله بعد أن كان مفسراً عند الصحابة الذين نزل عليهم فخطب جسيم ولذلك كانت رواية أشهب في ذكر مدين بمد النبي في كفارة الظهار أحب إلينا من الرواية بأنها بمد هشام