@ 227 @ .
وقد قال تعالى ( ! < كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه > ! ) وأخبر تعالى أن العذاب واقع بهم لأجل سكوتهم عن المنكر المفعول والمعروف المتروك وهذا يدل على مخاطبة الكفار بفروع الشريعة وأنهم يعذبون على تركها وإلى هذا المعنى أشار الصديق رضي الله عنه آنفا بقوله عن رسول الله إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده وذلك إنما يكون مع القدرة على ذلك بيقين الأمن من الضرر عند القيام به يدل عليه قوله في حديث أبي ثعلبة الخشني فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع أمر العامة ' وذلك لعدم الإستطاعة على معارضة الخلق والخوف على النفس أو المال من القيام بالحق وتلك رخصة من الله عز وجل يسرها علينا وفضله العميم آتاناه وقد بينا كيفية العمل فيه والاختلاف عليه .
ويعضد ذلك الحديث الصحيح عنه أنه قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فليغيره بلسانه فإن لم يستطع فليغيره بقلبه وذلك أضعف الإيمان ولهذا المعنى حدث أبو سعيد الخدري مروان بن الحكم حين أراد أن يصعد المنبر قبل الصلاة في خطبة العيدين فقال له مروان ذهب ما كنت تعلم فسكت أبو سعيد وذكر نحو الحديث المتقدم إذ لم يقدر على مخالفة الملك ولا استطاع منازعة الإمارة وسكت