@ 257 @ .
الأم الرابعة قوله تعالى ( ! < وما تدري نفس ماذا تكسب غدا > ! ) .
وهو معنى خبأه الله سبحانه عن الخلق تحت أستار الأقدار بحكمته القائمة وحجته البالغة وقدرته القاهرة ومشيئته النافذة فكائنات غد تحت حجاب الله ونبه بالكسب عن تعميها لأنه أوكد ما عند المرء للمعرفة وأولاه للتحصيل وعليه يتركب العمر والرزق والأجل والنجاة والهلكة والسرور والغم والغرائز المزدوجة في جبلة الآدمي من مفروح به أو مكروه له .
الأم الخامسة قوله تعالى ( ! < وما تدري نفس بأي أرض تموت > ! ) نبأ به عن العاقبة التي انفرد بالاطلاع عليها رب العزة .
وقد روينا عن النبي في تأكيد هذه الجملة عن جماعة من الصحابة منهم أبو ذر وأبو هريرة قالا كان النبي يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل عنه فطلبنا إلى رسول الله أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكانا من طين كان يجلس عليه وكنا نجلس جانبيه فإنا لجلوس ورسول الله في مجلسه إذ أقبل رجل من أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحا وأنقى الناس ثوبا كأن ثيابه لم يمسها دنس إذ وقف في طرف السماط فقال السلام عليك يا رسول الله فرد عليه السلام ثم قال يا محمد أدنو قال ادنه فما زال به يقول أدنوا ورسول الله يقول له ادنه حتى وضع يديه على ركبتي رسول الله فقال يا رسول الله أخبرني ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان ' قال فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت قال نعم قال صدقت .
قال فلما أن سمعنا قوله يسأله ويصدقه أنكرنا ذلك .
ثم قال يا محمد أخبرني ما الإيمان قال أن تؤمن بالله والملائكة والكتاب والنبيين وتؤمن بالقدر كله