أمر له المأمون بخمسين ألف درهم .
ونسخت من كتاب ألفه أبو حشيشة وجمع فيه أخباره مع من عاشره وخدم من الخلفاء وهو كتاب مشهور قال .
أول من سمعني من الخلفاء المأمون وهو بدمشق وصفني له مخارق فأمر بأشخاصي إليه وأمر لي بخمسين ألف درهم أتجهز بها فلما وصلت إليه أدناني وأعجب بي وقال للمعتصم هذا ابن من خدمك وخدم آباءك وأجدادك يا أبا إسحاق جد هذا أمية كاتب جدك المهدي على كتابه السر وبيت المال والخاتم وحج المهدي أربع حجج كان جد هذا زميله فيها .
واشتهى المأمون من غنائي .
صوت .
( كان يُنْهَى فَنَهَى حينَ انتهى ... وانجلتْ عنه غياباتُ الصِّبا ) .
( خلع اللهوَ وأضحى مُسْبِلا ... للنُّهى فَضلَ قميصٍ ورِدا ) .
( كيف يرجو البيضُ مَنْ أوَّلُه ... في عيون البيض شَيْبٌ وجلا ) .
( كان كحلاً لمآقيها فقدْ ... صار بالشيب لعينيها قَذَى ) .
الشعر لدعبل والغناء لمحمد بن حسين بن محرز رمل بالوسطى .
قال أبو حشيشة وكان مخارق قد نهاني أن أغني ما فيه ذكر الشيب من هذا الشعر وأن اقتصر على البيتين الأولين لأن المأمون كان يشتد عليه ذكر الشيب ويكرهه جدا من المغنين وأمر ألا يغنيه أحد بشعر قيل في الشيب أو فيه ذكر له فسكرت يوما فمررت في الشعر كله فقال يا مخارق ألا تحسن أدب هذا الفتى فنقفني مخارق نقفة صلبة فما عدت بعدها لذكر