باب آخر في المشيئة .
إذ قيل له أرأيت لو شاء الله ان يخلق الخلق كلهم مطيعين مثلا الملائكة هل كان قادرا فإن قال لا فقد وصف الله تعالى بغير ما وصف به نفسه لقوله تعالى وهو القاهر فوق عباده وقوله تعالى هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم فإن قال هو قادر فقل أرأيت لو شاء الله ان يكون ابليس مثل جبريل في الطاعة اما كان قادرا فإن قال لا فقد ترك قوله ووصف الله تعالى بغير صفته .
فإن قال لو انه زنى او شرب او قذف أليس هو بمشيئة الله قيل نعم .
فإن قال فلم تجر عليه الحدود قيل لا يترك ما امر الله به لأنه لو قطع غلامه كان بمشيئة الله وذمة الناس ولو اعتقد حدوده عليه وكلاهما وجدا بمشيئة الله وقد عمل بمشيئة الله تعالى لكن من عمل بمشيئة المعصية فإنه ليس بها رضا ولا عدل في فعله وقوله