ربما احتطب واحتمل فيما يحتطبه حية وهو لا يشعر بها لمكان الظلمة فيكون فيها حتفه كذلك المكثار ربما عثر لسانه فى إكثاره بما يجنى على رأسه وإياه عنى بشر بن المعتمر بقوله فى مزدوجته التى أنشدها الجاحظ وفسرها .
( يا عجبا والدهر ذو عجائب ... من شاهد وقلبه كالغائب ) .
( كحاطب يحطب فى بجاده ... فى ظلمة الليل وفى سواده ) .
( يحمل فوق ظهره الصل الذكر ... والأسود السالخ مكروه النظر ) .
وقال ابن المعتز من قصيدة .
( فرشنا لكم منا جناحى مودة ... وأنتم زمانا تضمرون الدواهيا ) .
( أظنكم من حاطب الليل جمعت ... حبائله عقاربا وأفاعيا ) - فصل فى ذكر الأيام المضافة - .
وهى أكثر من أن تحصى ورأيت الأخذ ببعض أطراف القول فيها يستغرق الصحائف الكثيرة فاقتصرت من ذكرها على القدر الذى قدرت فيه الكفاية وبالله التوفيق .
قال أبو بكر الخوارزمى فيما يقولون ما يومى من فلان بواحد أى ما الشر على منه من جهة واحدة والغالب فى اليوم أنه لا يذكر إلا فى الشر كقول الله سبحانه وتعالى .
( وذكرهم بايام الله ) أى عقوبته ووقائعه فى أعدائه .
وقالوا فى الدعاء لا أرانى الله يومك أى يوم موتك ويوم عبيد يوم قتله ويوم العنز يوم ذبحها