ذكر الطي والنشر .
( والطي والنشر والتغيير مع قصر ... للظهر والعظم والأحوال والهمم ) .
الطي والنشر هو أن تذكر شيئين فصاعدا إما تفصيلا فتنص على كل واحد منهما وإما إجمالا فتأتي بلفظ واحد يشتمل على متعدد وتفوض إلى العقل رد كل واحد إلى ما يليق به لا أنك تحتاج أن تنص على ذلك ثم إن المذكور على التفصيل قسمان قسم يرجع إلى المذكور بعده على الترتيب من غير الأضداد لتخرج المقابلة فيكون الأول للأول والثاني للثاني وهذا هو الأكثر في اللف والنشر والأشهر وقسم على العكس وهو الذي لا يشترط فيه الترتيب ثقة بأن السامع يرد كل شيء إلى موضعه تقدم أو تأخر .
أما المذكور على الإجمال فهو قسم واحد لا يتبين فيه ترتيب ولا يمكن عكسه ومثاله أن يقول لي منه ثلاثة بدر وغصن وظبي .
فحصل من هذا أن اللف والنشر على ثلاثة أقسام وإذا كان المفصل المرتب في اللف والنشر هو المقدم نبدأ بشواهده .
فمنه بين شيئين قوله تعالى ( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ) فالسكون راجع إلى الليل والابتغاء راجع إلى النهار .
ومنه قول الشاعر .
( ألست أنت الذي من ورد نعمته ... وورد راحته أجني وأغترف )