ذكر الإبهام .
( وزاد إبهام عذلي عاذلي ودجا ... ليلي فهل من بهيم يشتفي ألمي ) .
الإبهام بباء موحدة وهو أن يقول المتكلم كلاما مبهما يحتمل معنيين متضادين لا يتميز أحدهما عن الآخر ولا يأتي في كلامه بما يحصل به التمييز فيما بعد بل يقصد إبهام الأمر فيهما .
والإبهام مختص بالفنون كالمديح والهجاء وغيرهما ولكن لا يفهم من ألفاظه مدح ولا هجاء بل يكون لفظه صالحا للأمرين ومثاله ما يحكى أن بعض الشعراء هنأ الحسن بن سهل باتصال ابنته بالمأمون مع من هنأه فأثاب الناس كلهم وحرمه فكتب إليه إن أنت تماديت على حرماني عملت فيك بيتا لا تعلم مدحتك فيه أو هجوتك .
فاستحضره وسأله عن قوله فاعترف وقال لا أعطيك أو تفعل .
فقال .
( بارك الله للحسن ... ولبوران في الختن ) .
( يا إمام الهدى ظفرت ... ولكن ببنت من ) .
فلم يعلم ما أراد بقوله ببنت من في الرفعة أو في الصغر واستحسن منه الحسن ذلك وناشده أسمعت هذا المعنى أم ابتكرته فقال لا والله بل نقلته من شعر شاعر مطبوع كثير العبث بهذا النوع اتفق أنه فصل قباء عند خياط أعور اسمه زيد فقال له