ذكر مراعاة النظير .
( ذكرت نظم اللآلي والحباب له ... راعى النظير بثغر منه منتظم ) .
هذا النوع أعني مراعاة النظير يسمى التناسب والائتلاف والتوفيق والمواخاة وهو في الاصطلاح أن يجمع الناظم أو الناثر أمرا وما يناسبه مع إلغاء ذكر التضاد لتخرج المطابقة وسواء كانت المناسبة لفظا لمعنى أو لفظا للفظ أو معنى لمعنى إذ القصد جمع شيء إلى ما يناسبه من نوعه أو ما يلائمه من أحد الوجوه كقول البحتري في إبل أنحلها السير .
( كالقسي المعطفات بل الأسهم ... مبرية بل الأوتار ) .
فإنه لما شبه الإبل بالقسي وأراد أن يكرر التشبيه كان يمكنه أن يشبهها بالعراجين أو بنون الخط لأن المعنى واحد في الانحناء والرقة ولكنه قصد المناسبة بين الأسهم والأوتار لما تقدم ذكر القسي .
ولعمري لقد أصاب الغرض في هذا المرمى .
وظريف هنا قول بعضهم في وصف فرس .
( من جلنار ناضر خده ... وأذنه من ورق الآس ) .
فالمناسبة هنا بين الجلنار والآس والنضارة ومثله قول بعضهم في آل النبي .
( أنتم بنو طه ونون والضحى ... وبنو تبارك في الكتاب المحكم )