ذكر الاطراد .
( محمد بن الذبيحين الأمين أبو البتول ... خير نبي في اطرادهم ) .
الاطراد في اللغة مصدر اطرد الماء وغيره إذا جرى من غير توقف وفي الاصطلاح أن يذكر الشاعر اسم الممدوح واسم من أمكنه من آبائه في بيت واحد على الترتيب ولا يخرج عن طرق السهولة ومتى تكلف أو تعسف في بناء بيته لم يعد اطرادا فإن المقصود من هذا النوع أن يكون كلام الناظم في سهولة جريانه واطراده كجريان الماء في اطراده فمتى جاء كذلك دل على قوة الشاعر وتمكنه وحسن تصرفه .
وقد تقدم القول إن الشيخ صفي الدين ما نظم بديعيته حتى جمع عنده سبعين كتابا في هذا الفن يجتني من أوراقها كل ثمرة شهية ورأيته في شرح بديعيته قد أورد لهذا المعنى حدا فيه زيادة على الجماعة فإنهم لم يزيدوا على اسم الممدوح واسم من أمكن من آبائه شيئا والشيخ صفي الدين نقل في شرح بديعيته أن الاطراد عبارة عن اسم الممدوح ولقبه وكنيته وصفته اللائقة به واسم من أمكن من أبيه وجده وقبيلته ليزداد الممدوح تعريفا وشرط أن يكون ذلك في بيت واحد من غير تعسف ولا تكلف ولا انقطاع بألفاظ أجنبية وأورد على ذلك قول بعضهم .
( مؤيد الدين أبو جعفر ... محمد بن العلقمي الوزير ) .
هذا البيت جمع ناظمه فيه بين اللقب والكنية واسم الممدوح واسم أبيه والصفة اللائقة به وهو القدر الذي قرره الشيخ صفي الدين في الحد الذي أورده في شرحه .
وعلى هذا المنوال نسجت بيت بديعيتي لأجل المعارضة .
ومثله قول بعض المتأخرين في زكي الدين بن أبي الأصبع .
( عبد العظيم الذكي ابن أبي ... الأصبع رب القريض والخطب )