العميان أشاروا في تلميحهم إلى قصة يوم بدر ولكن ليس على شمائل بيتهم من رونق التلميح لمحة .
وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته قوله .
( وبان في كتب التاريخ من قدم ... تلميح قصة موسى مع معدهم ) .
لم ألمح من خلال بيت الشيخ عز الدين غفر الله له لمحة تدلني على نور التلميح لكنه حكى حكاية مضمونها أن كتب التاريخ القديمة بان فيها تلميح قصة موسى عليه السلام مع معد .
والله أعلم .
وبيت بديعيتي تقدمني في تلميحه أبو تمام بقوله متغزلا في بعض قصائده وقد سفرت محبوبته من جانب الخدر ليلا .
( فردت علينا الشمس والليل راغم ... بشمس لهم من جانب الخدر تطلع .
( فوالله ما أدري أأحلام نائم ... ألمت بنا أم كان في الركب يوشع ) .
فلما انتهيت في نظم بديعيتي إلى هذا النوع أعني التلميح رأيت النبي أحق به وأنا أحق به من أبي تمام فإني نظمته في سلك المعجزات النبوية فهامت عيون الأذواق إلى بهجة تلميحه وقد تقدم قولي في بيت التشبيه عن النبي .
( والبدر في التم كالعرجون صار له ... فقل لهم يتركوا تشبيه بدرهم ) .
ثم قلت بعده في التلميح .
( ورد شمس الضحى للقوم خاضعة ... وما ليوشع تلميح بركبهم ) .
أنظر أيها المتأمل إلى انسجام هذا البيت مع الذي قبله وإلى ظهور النقص في بيت أبي تمام بانتقال نور التلميح إلى شرف هذا البيت النبوي .
والله أعلم