( وذيل الهم همل الدمع لي فجرى ... كلاحق الغيث حيث الأرض في ضرم ) .
فالمذيل في هم وهمل واللاحق في غيث وحيث .
الجناس التام والمطرف .
( يا سعد ما تم لي سعد يطرفني ... بقربهم وقليل الحظ لم يلم ) .
أما الجناس التام فهو ما تماثل ركناه واتفقا لفظا واختلفا معنى من غير تفاوت في تصحيح تركيبهما واختلاف حركتهما سواء كانا من اسمين أو من فعلين أو من اسم وفعل فإنهم قالوا إذا انتظم ركناه من نوع واحد كاسمين أو فعلين سمي مماثلا وإن انتظما من نوعين كاسم وفعل سمي مستوفى وجل القصد تماثل الركنين في اللفظ والخط والحركة واختلافهما في المعنى سواء كانا من اسمين أو من غير ذلك فإن المراد أن يكون الجناس تاما على الصفة المذكورة من حيث هو أكمل الأنواع إبداعا وأسماها رتبة وأولها في الترتيب فمنه قول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه صولة الباطل ساعة وصولة الحق إلى الساعة .
وقيل ما وقع في القرآن العظيم غير هذين الركنين وهو قوله تعالى ( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ) .
ولكن استخرج ابن حجر من القرآن جناسا آخر تاما عظيما وهو قوله تعالى ( يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ) ( يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ) .
ومن الشعر قول بعضهم وأجاد .
( وسميته يحيى ليحيى فلم يكن ... إلى رد أمر الله فيه سبيل ) .
ومن ملح هذا النوع قول ابن الرومي .
( للسود في السود آثار تركن بها ... وقعا من البيض يثني أعين البيض ) .
ومنه قول أبي الفتح البستي .
( سما وحمى بني سام وحام ... فليس كمثله سام وحام )