( وأخافني فيك العذول وما درى ... أني لجورك في الهوى أتشوق ) .
( قسما بمن جعل الأسى بك لذة ... والدمع راحة من يحب ويعشق ) .
( إن العذول هو الغبي وإن من ... يفني عليك حياته لموفق ) .
( لي من نصيب هواك سهم وافر ... وسهام سحر من جفونك ترشق ) .
( يمتار من دمعي عليك ذووا البكا ... فاعجب له من سائل يتصدق ) .
( ولقد سقيت بكأس فيك مدامة ... في غيظ عذالي عليك فلا سقوا ) .
( وضممت من عطفيك غصن ملاحة ... بالحلي يزهر والغلائل يورق ) .
( وقرأت من خديك بعد تأمل ... خطابه حب القلوب معلق ) .
( ورزقت من جفنيك ما حسد الورى ... حظي عليه وهو رزق ضيق ) .
( ونعمت باللذات وهي جديدة ... ولبست ثوب الراح وهو معتق ) .
( في ليل أفراح كأن هلاله ... للشرب ما بين الندامى زورق ) .
( حتى استطال الفجر يطعن في الدجى ... فهو السنان أو العدو الأزرق ) .
( يا حبذا ليل نبيع به الكرى ... لكننا لا عن رضا نتفرق ) .
( حيث الشباب إلى المسرة راكض ... لا يستقر وطالب لا يرفق ) .
( ما سرني أن الكميت يحثها ... نحوي السقاة وأن فودي أبلق ) .
( زار الضنا ونأى الحبيب وعادني ... أرق على أرق ومثلي يأرق ) .
والعذر عن طول ما أوردته واضح لغرابة أسلوبها غزلا ومدحا .
منها في المدح .
( قوم لذكراهم على صحف العلا ... أصل الفخار وكل ذكر ملحق ) .
( الملك بعض ديارهم فلينزلوا ... والنجم بعض جدودهم فليرتقوا ) .
( إن يسجع الدين الحنيف بمدحهم ... فلأنه بأبي الفتوح مطوق ) .
( أو يبق ماضيهم على سنن الوفا ... فلأنهم ببقاء أفضلهم بقوا ) .
( ملأت مواهبه القلوب مهابة ... فالقلب قبل الطرف فيها مطرق )