ذكر التقسيم .
( هداه تقسيمه حالي به صلحت ... حيا وميتا ومبعوثا مع الأمم ) .
التقسيم أول أبواب قدامة وهي في اللغة مصدر قسمت الشيء إذا جزأته وفي الاصطلاح اختلفت فيه العبارات والكل راجع إلى مقصود واحد وهو ذكر متعدد ثم إضافة ما لكل إليه على التعيين ليخرج اللف والنشر هذه عبارة صاحب التلخيص وذكر بعضها في الإيضاح .
وقال السكاكي هو أن يذكر المتكلم شيئا ذا جزأين أو أكثر ثم يضيف إلى كل واحد من أجزائه ما هو له عنده .
ومنهم من قال هو أن يريد المتكلم متعددا أو ما هو في حكم المتعدد ثم يذكر لكل واحد من المتعددات حكمه على التعيين .
وتعجبني بلاغة زكي الدين بن أبي الأصبع فإنه قال التقسيم عبارة عن استيفاء المتكلم أقسام المعنى الذي هو آخذ فيه ومثل ذلك قوله تعالى ( هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ) ليس في رؤية غير الخوف من الصواعق والطمع في الأمطار ولا ثالث لهذين القسمين ومن لطيف ما وقع في هذه الجملة من البلاغة تقديم الخوف على الطمع إذ كانت الصواعق لا يحصل فيها المطر في أول برقة ولا يحصل إلا بعد تواتر البرقات فإن تواترها لا يكاد يكذب ولهذا كانت العرب تعد سبعين برقة ثم تنتجع فلا تخطىء الغيث والكلأ وإلى هذا المعنى أشار المتنبي بقوله .
( وقد أرد المياه بغير هاد ... سوى عدي لها برق الغمام )