فأحسن اتباعه ابن الرومي بقوله .
( ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت ... وقع السهام ونزعهن أليم ) .
قلت وقع السهام ونزعهن بعد ويلاه في بيت ابن الرومي تركت بيت النميري أطلالا بالية وقال أبو عبادة البحتري .
( أخجلتني بندى يديك فسودت ... ما بيننا تلك اليد البيضاء ) .
( صلة غدت في الناس وهي قطيعة ... عجبا وبر راح وهو جفاء ) وأحسن أبو العلاء وقال .
( لو اختصرتم من الإحسان زرتكم ... والعذب يهجر للإفراط في الخصر ) .
لأنه استوعب معنى البيتين في صدر بيته وأخرج العجز مخرج المثل السائر مع الإيجاز والإيضاح وحسن البيان وقال عنترة .
( إني امرؤ من خير عبس منصبا ... شطري وأحمي سائري بالمنصل ) .
فأحسن اتباعه منصور الفقير في شريف نسبه وكان شرفه من جهة أبيه لا من جهة أمه بقوله .
( إن فاتني بأبيه ... فلم يفتني بأمه ) .
( ورام شتمي ظلما ... سكت عن نصف شتمه ) .
فإن هذا الفقيه أحسن غاية الإحسان من وجوه أحدها الإيجاز فإنه عمل معنى عنترة الذي جاء به في بيت تام من الكامل في بيت من المجتث وأتى بالمطابقة المعنوية فأما قوله سكت عن نصف شتمه ففيه من التأدب الديني مع رسول الله والاحتراس ما يزيد على الوصف وقال ابن الرومي .
( تخذتكم درعا حصينا لتدفعوا ... نبال العدا عني فكنتم نصالها )