الشريف ويأخذ شمالا إلى مدينة البهنسي ثم إلى قرية اللاهون من عمل البهنسي ويمر في الجبل حتى يجاوزه إلى إقليم الفيوم ويمر بمدينة وينبث في نواحيه .
وهذا النهر من غرائب أنهار الدنيا تجف فوهته في أيام نقص النيل وباقيه يجري في موضع ويجف في آخر إلى إقليم الفيوم فيجري شتاء وصيفا من أعين تتفجر منه ولا يحتاج إلى حفر قط .
ويقال إن يوسف عليه السلام حفره بالوحي ومياهه منقسمة على استحقاق مقدر كما في دمشق من البلاد الشامية .
وقال في الروض المعطار وكانت مقاسمه بحجر اللاهون على القرب من القرية المنسوبة إليه المتقدمة الذكر .
قال وهو من عجائب الدنيا وهو شاذروان بين قبتين من أحكم صنعة مدرج على ستين درجة فيها فوارات في أعلاها وفي وسطها وفي أسفلها يسقي الأعلى الأرض العليا والأوسط الأرض الوسطى والاسفل الأرض السفلى بوزن وقدر معلوم .
قال ويقال إن يوسف عليه السلام عمله بالوحي وإن ملك مصر يومئذ لما عاينه قال هذا من ملكوت السماء .
ويقال إنه عمل من الفضة والنحاس والرخام .
قلت قد ذهبت معالم هذا اللاهون وبقي بعض بنائه ونقلت المقاسم إلى مكان آخذ بالفيوم تسقى الآن الأراضي على حكمها