الفصل الثاني من الباب الأول من المقالة الأولى فيما يحتاج الكاتب إلى معرفته من مواد الإنشاء وفيه طرفان .
الطرف الأول فيما يحتاج إليه من الأدوات ويشتمل الغرض منه على خمسة عشر نوعا .
النوع الأول المعرفة باللغة العربية وفيه أربعة مقاصد .
المقصد الأول في فضلها وما اختصت به على سائر اللغات .
أما فضلها فقد أخرج ابن أبي شيبة بسنده إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب Bه أنه قال تعلموا اللحن والفرائض فإنه من دينكم قال يزيد بن هارون اللحن هو اللغة ولا خفاء أنها أمتن اللغات وأوضحها بيانا وأذلقها لسانا وأمدها رواقا وأعذبها مذاقا ومن ثم اختارها الله تعالى لأشرف رسله وخاتم أنبيائه وخيرته من خلقه وصفوته من بريته وجعلها لغة أهل سمائه وسكان جنته وأنزل بها كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
قال في صناعة الكتاب وقد انقادت اللغات كلها للغة العرب