السلطانية والأبواق تضرب أمامه والطبل وراءه مثل الأمراء فيشق بين القصرين وكلما مر على باب من أبواب القصر يدخل منه الخليفة أو يخرج نزل فقبله ويخرج من باب زويلة في الشارع الأعظم حتى يأتي مصر فيشق وسطها ويمر بالجامع العتيق ويجاوزه إلى شاطئ النيل فيعدي إلى المقياس بخلعته وما معه من الأكياس فيأخذ من الأكياس قدرا مقررا له ويفرق باقي ذلك على أرباب الرسوم الجارية من قديم الزمان من بني عمه وغيرهم .
الموكب السادس ركوبه لفتح الخليج .
وهو في اليوم الثالث أو الرابع من يوم التخليق المتقدم ذكره وليس كما في زماننا من فتحه في يوم التخليق وكان يقع الاهتمام عندهم بركوب هذا اليوم من حين يأخذ النيل في الزيادة وتعمل في بيت المال موائد من التماثيل المختلفة من الغزلان والسباع والفيلة والزراريف عدة وافرة منها ما هو ملبس بالعنبر وما هو ملبس بالصندل مفسرة الأعين والأعظاء بالذهب وكذلك يعمل أشكال التفاح والأترج وغير ذلك وتخرج الخيمة العظيمة المعروفة بالقاتول المتقدمة الذكر فتنصب للخليفة في بر الخليج الغربي على حافته عند منظرة يقال لها السكرة على القرب من فم الخليج ويلف عمود بديباج أحمر أو أبيض أو أصفر من أعلاه إلى أسفله وينصب فيها سرير الملك مستندا إليه ويغضى بقرقوبي وعرانيسه ذهب ظاهرة ويوضعه عليه مرتبة عظيمة من الفرش للخليفة ويضرب لأرباب الرتب من الأمراء بحري هذه الخيمة خيم كثيرة على قدر مراتبهم في المقدار والقرب من خيمة الخليفة ثم يركب الخليفة على عادته في المواكب العظيمة بالمظلة وتوابعها من السيف والرمح والألوية والدواة وسائر الآلات ويزاد