الحمام الرسائلي على ما يأتي ذكره في المقالة الثالثة من الكتاب إن شاء الله تعالى .
وقد جرت العادة أنه إذا ورد بريد من بلد من بلاد المملكة أو عاد المجهز من الأبواب الشريفة بجواب أحضره أمير جاندار والدوادار وكاتب السر بين يدي السلطان فيقبل الأرض ثم يأخذ الداوادار الكتاب فيمسحه بوجه البريدي ثم يناوله للسلطان فيفضه ويجلس كاتب السر فيقرؤه عليه ويأمر بأمره .
وأما بطائق الحمام فإنه إذا وقع طائر من الحمام الرسائلي ببطاقة أخذها البراج وأتى بها الدوادار فيقطع الدوادار البطاقة عن الحمام بيده ثم يحملها إلى السلطان ويحضر كاتب السر فيقرؤها كما تقدم .
النوع الثالث أخبار حاضرته .
جرت العادة أن والي الشرطة يستعلم متجددات ولاياته من قتل أو حريق كبير أو نحو ذلك في كل يوم من نوابه ثم تكتب مطالعة جامعة بذلك وتحمل إلى السلطان صبيحة كل يوم فيقف عليها قال في مسالك الأبصار وأما ما يقع للناس في أحوال انفسهم فلا .
المقصد التاسع في هيئة الأمراء بالديار المصرية وترتيب إمرتهم .
واعلم أن كل أمير من أمراء المئين أو الطبلخانات سلطان مختصر في غالب أحواله ولكل منهم بيوت خدمة كبيوت خدمة السلطان من الطشت خاناه والفراش خاناه والركاب خاناه والزردخاناه والمطبخ والطبلخاناه خلا الحوائج خاناه فإنها مختصة بالسلطان ولكل واحد من هذه البيوت مهتار متسلم حاصله وتحت يده رجال وغلمان لكل منهم وظيفة تخصه وكذلك لكل منهم الحواصل من إصطبلات الخيول ومناخات الجمال وشون الغلال وله من أجناده