دمشق وهو جبل في شرقي جبل عوف وشماليه كان أهله عصاة حتى بنى عليهم المعظم عيسى بن العادل حصن الصلت فدخلوا في الطاعة .
المقصد الرابع في ذكر زروعه وفواكهه ورياحينه .
أما زروعه فغالبها على المطر قال في مسالك الأبصار ومنها ما هو على سقي الأنهار وهو قليل وفيه من الحبوب من كل ما يوجد في مصر من البر والشعير والذرة والأرز والباقلا والبسلة والجلبان واللوبياء والحلبة والسمسم والقرطم ولا يوجد فيه الكتان والبرسيم وبه من أنواع البطيخ والقثاء ما يستطاب ويستحسن وكذلك غيرها من المزروعات كالقلقاس والملوخيا والباذنجان واللفت والجزر والهليون والقنبيط والرجلة والبقلة اليمانية وغير ذلك من أنواع الخضروات المأكولة وقصب السكر في أغواره إلا أنه لم يبلغ في الكثرة حد مصر .
وأما فواكهه ففيه من كل ما يوجد في مصر كالتين والعنب والرمان والقراصيا والبرقوق والمشمش والخوخ وهو المسمى بالدراقن والتوت والفرصاد ويكثر بها التفاح والكمثرى والسفرجل مع كونها أكثر أنواعا وأبهج منظرا ويزيد عليه فواكه أخر لا توجد بمصر وربما وجد بعضها في مصر على الندور الذي لا يعتد به كالجوز والبندق والإجاص والعناب والزعرور والزيتون فيه الغاية في الكثرة ومنه يعتصر الزيت وينقل إلى اكثر البلدان وغير ذلك وبأغوارها أنواع المحمضات كالأترج والليمون والكباد والنارنج ولكنه لا يبلغ