الجهة الأولى الساحلية وهي التي بساحل بحر الروم المتقدم ذكره وتشتمل على أربعة أعمال .
الأول عمل غزة بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي المعجمة أيضا وفي آخرها هاء وهي مدينة من جند فلسطين في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة قال في الأطوال طولها ست وخمسون درجة وعشر دقائق وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وقال ابن سعيد طولها سبع وخمسون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وهي على طرف الرمل بين مصر والشأم آخذة بين البر والبحر بجانبيها مبنية على نشز عال على نحو ميل من البحر الرومي متوسطة في العظم ذات جوامع ومدارس وزوايا وبيمارستان وأسواق صحيحة الهواء وشرب أهلها من الآبار وبها أمكنة يجتمع بها المطر إلا أنه يستثقل في الشرب فيعدل منه إلى الآبار لخفة مائها وبساحلها البساتين الكثيرة وأجل فاكهتها العنب والتين وبها بعض النخيل وبرها ممتد إلى تيه بني إسرائيل من قبليها وهو موضع زرع وماشية إلا أن أهل برها عشران بعضهم أعداء بعض ولولا خوف سطوة السلطنة لما أغمد سيف الفتنة بينهم ولاجتاحوا المدينة ومن فيها .
قلت والحال فيها مختلف فأكثر الأحيان هي تقدمة عسكر مضافة إلى دمشق يأتمر مقدم العسكر فيها بأمر نائب السلطنة القائم بدمشق ولا يمضي أمرا دون مراجعته وإن كانت ولايته من الأبواب السلطانية وتارة تكون نيابة مستقلة