برجا قال ابن حوقل وهي أنزه بلاد الشام بعد دمشق ويمر بظاهرها العاصي والنهر الأسود مجموعين وتجري مياههما في دورها ومساكنها ومسجدها الجامع وماؤها يستحجر في مجارية حتى لا يؤثر فيه الحديد وشربه يحدث رياح القولنج والسلاح بها يسرع إليه الصدأ ويذهب ريح الطيب بالمكث فيها وهي أحد كراسي بطاركة النصارى ولها عندهم قدر عظيم وقد قيل في قوله تعالى ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم أتبعوا المرسلين ) إنها أنطاكية وان ذلك الرجل حبيب النجار وقبره بها مشهور يزار قلت وحينئذ فتصير ولايتها المذكورة في التعريف ومسالك الأبصار اثنتي عشرة ولاية .
ومينا أنطاكية المذكورة السويدية بضم السين المشددة وفتح الواو وسكون الياء المثناة تحت وكسر الدال المهملة وفتح الياء المثناة تحت المشددة وهاء في الآخر قال في تقويم البلدان وموضعها حيث الطول ستون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعندها مصب النهر العاصي وهناك ينعطف البحر الرومي ويأخذ غربا بشمال على سواحل بلاد الأرمن .
القسم الثاني من الأعمال الحبية البلاد المتصلة بذيل البلاد المتقدم ذكرها في الأعمال الحلبية من الشمال وهي المعروفة ببلاد الأرمن .
قال في التعريف في مكاتبة متملك سيس وهذه البلاد منها بلاد تسمى العواصم ومنها بلاد كانت تسمى قديما بالثغور سميت بذلك لمثاغرتها الروم