الثاني أنه لا تدفن فيه موتاهم وإن دفن أحد منهم فيه نقل الى غيره .
وأما عجائبه فمنها مقام إبراهيم عليه السلام وهو الحجر الذي كان يقوم عليه لبناء البيت فأثرت فيه قدماه وصار اثرهما فيه ظاهرا كما أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله ( فيه آيات بينات مقام إبراهيم ) وهو باق على ذلك امام البيت من جهة الباب الى الآن .
ومنها ما ذكره في الروض المعطار من أن أثر قدم إسماعيل عليه السلام بمسجد بمنى في حجر فيه أثر عقبه حين رفس إبليس برجله عند اعتراضه له في ذهابه مع أبيه للذبح .
ومنها حصى الجمار وهو أنه في كل سنة يرمي الحجاج عند الجمرات الثلث في أيام منى ما تتحصل منه التلال العظيمة على طول المدى ومع ذلك لم يكن موجودا بمنى منها الا الشئ القليل على تطاول السنين يقال إن مهما تقبل منها رفع والباقي منها ما لم يتقبل .
الطرف الثاني في ذكره حدوده وابتداء عمارته وتسميته حجازا .
أما حدوده فاعلم أن الحجاز عبارة عن مكة والمدينة واليمامة ومخاليفها على خلاف في بعض ذلك يأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى وهو بجملته قطعة من جزيرة العرب وهو ما بين بحر القلزم وبحر الهند وبحر فارس والفرات وبعض بادية الشام .
قال المدائني جزيرة العرب خمسة أقسام تهامة ونجد والحجاز والعروض واليمن وزاد ابن حوقل في أقسامها بادية العراق وبادية الجزيرة فيما