الجملة الثانية في نواحيها وأعمالها وهي على ضربين .
الضرب الأول الحرم ومشاعر الحج الخارجة عن مكة .
أما الحرم فهو ما يطيف بمكة مما يحرم صيده وقطع شجره وحشيشه ونحو ذلك وقد تقدم أن الله تعالى جعل ملائكة يحرسون القبة التي أنزلها الله تعالى الى آدم من الجنة ووضعت له مكان الكعبة وجعلت الملائكة حرسا لها كي لا يقع عليها بصر الشياطين فكانت مواقف الملائكة هي حدود الحرم قال ابن حوقل وليس بمكة والحرم شجر يثمر الا شجر البادية أما خارج الحرم ففيه عيون وثمار .
واعلم أن مقادير جهات الحرم تتفاوت في القرب والبعد عن مكة وعلى حدوده أعلام منصوبة في كل جهة تدل عليه قال في الروض المعطار قال الزبير وأول من وضع علامات الحرم ونصب العمد عليه عدنان بن أد خوفا من أن تندرس معالم الحرم أو تتغير قال وحده من التنعيم على طريق سرف الى مر الظهران خمسة أميال وذكر في موضع آخر أنها ستة أميال وحده من طريق جدة عشرة أميال ومن طريق اليمن ستة أميال ودوره سبعمائة وثلاثة وثلاثون ميلا .
ثم بحدود هذا الحرم أماكن مشهورة يخرج اليها من مكة من أراد أن يهل بعمرة فيحرم منها .
أحدها التنعيم بألف ولام لازمتين وفتح التاء المثناه فوق وسكون النون وكسر العين المهملة وسكون الياء المثناه تحت وميم في الآخر وهو موضع على حد الحرم على طريق السالك من بطن مر وإلى مكة قال في الروض المعطار وسمي التنعيم لأن الجبل عن يمينه اسمه نعيم والذي عن يساره اسمه ناعم والوادي الذي هو فيه اسمه نعمان ومنه اعتمرت عائشة Bها مع عبدالرحمن بن أبي بكر وهناك مسجد يعرف بمسجد عائشة الى الآن